You are currently viewing ابو الحسن الدارقطني ونبذه عن سيرته العطرة ومؤلفاته

ابو الحسن الدارقطني ونبذه عن سيرته العطرة ومؤلفاته

لقد أنعم الله على امتنا الاسلامية بالكثير من الأئمة والعلماء والفقهاء والذين علمونا العلم والدين علي مدي الأزمن والعقود فكانوا هم الشعلة الذي تنير طريق المسلمين بالدين وعلومه، إذ جاء علي الاسلام الكثير ممن درسوا كافة العلوم الدينية كالفقه والتفسير وغيرهم من علوم الدين ومنهم أيضاً من تخصصوا في رواية الحديث النبوي الشريف فنقلوا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ويعتبر ابو الحسن الدارقطني واحداً من أبرز هؤلاء الذين تعلموا العلم وعلموه ورووا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على مدار حياتهم.

ابو الحسن الدارقطني

هو الإمام والمحدث الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي ويلقب بـ الدارقطني، كان من أكثر المحدثين علماً ونباهة وقال رأيه في الكثير من الأئمة والعلماء والمحدثين، لقب بالدارقطني لأنه ولد في دار القطن ببغداد وله العديد من الإنجازات الهامة والعظيمة في خدمة الدين الإسلامي لذا فقد لقب بألقاب عديدة كالمقرئ واللغوي و المحدث الأديب صاحب المؤلفات المتقنة في علوم القرآن والحديث.

 مولده ونشأته

ولد أبو الحسن الدارقطني بدار القطن ببغداد عام 306 هـ وكانت نشأته نشأة إسلامية خالصة إذ نشأ الدارقطني في بيت علم، فكان أبوه من المحدثين الثقات للحديث النبوي الشريف، وقد شاهده أبو الحسن في حداثته وهو يتردد على حلقات العلم، و قد كان يدون كل ما يسمع ويروي له وكان يقضي نهاره في حضره العلم والدين والدرس، فأحب أبو الحسن طلب العلم وشغف به لما رآه من والده من حب له فسعي منذ نعومة أظافره لتعلم العلم الديني وخاصة علم الحديث النبوي الشريف فأخذ يكتب عن كثير ويروي عن كثير فقد كتب عن نفسه أنه كتب في سنة 315 وكان عمره تسع سنوات حينها، وكانت نشأة الدارقطني علي حب العلم والمعرفة عاملاً هاماً في تكوين شخصيته الدينية والعلمية والتي ظهرت فيما قدمه من علم جليل للدين الاسلامي.

علم ابو الحسن الدارقطني

تعلم الدارقطني العلم منذ حداثته فكان والده دافعاً له ومحبباً له في العلم وطلبه لذا فقد أرسله صغيراً لطلب العلم ومنذ هذا الوقت وقد أبحر في بحر العلم فأخذ منه الكثير من علوم الدين والدنيا، بداية من حفظه للقرآن الكريم ودراسته التفسير فقد كان يجالس كبار المفسرين في زمانه، كما شغف الدارقطني بعلم الحديث فأخذ الكثير منه وحفظ الكثير والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، كما كان الدارقطني من أصحاب المصنفات وهذا يثبت مدي براعته في علوم اللغة والأدب، كان الدارقطني أيضاً من النقاد والذي تحدث عن كثير من المحدثين وقال رأيه فيهم كان ممن شهدوا لهم بالأدب.

أقوال العلماء فيه

  • قال عنه أبو عبد الله الحاكم في كتابه مزكي الأخبار: ” لقد كان أبو الحسن الدارقطني إمام عصره في الحفظ والورع والفهم كما كان إماماً في النحويين والقراء، فقد كان يحضر المجالس وسنه دون الثلاثين أول ما دخلت بغداد ، وكان أحد أمهر الحفاظ “
  • وقال عنه الذهبي: ” لقد صنف أبو الحسن الدارقطني التصانيف، وهو أول المصنفين الذين صنفوا القراءات، وعقد لها أبوابا منظمة ومنسقة قبل فرش الكلمات “
  • وقال فيه ابن طاهر : ” إن الدارقطني له مذهب في التدليس، فقد كان يقول فيما لام يسمعه من حديث من البغوي، فقد قرأ حدثكم فلان على أبي القاسم البغوي  “
  • وكان رأي الأشاعرة فيه في كتابهم (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) تحت عنوان: ” أكابر محدثي الأمة وحفاظها من الأشاعرة والماتريدية”: إن الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمة الله عليه هو إمام وقته وقصته مع الباقلاني رحمه الله تغني عن الإطالة في إثبات اتباعه للمذهب الأشعري “
  • وقال عنه أبو بكر الخطيب : ” لقد كان الدارقطني فريد عصره وإمام وقته في العلم والتدين، ونسيج وحده و كان قريع دهره أيضاً، حيث انتهت إليه المعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وعلو الأثر ، مع الصفات الحميدة التي امتاز بها وميزته عمن سواه كصحة الاعتقاد والصدق والثقة والإطلاع علي علوم أخري كثيرة غير الحديث، فإنه له في هذه العلوم كتاب مختصر، حيث جمع الأصول في أبواب معدودة عقدها في أول صفحات هذا الكتاب، وسمعت بعض المهتمين بالقراءات يقولون : لم يسبق أن يسلك أحد هذه الطريقة من قبل، وأصبحوا يسلكون هذه الطريقة بعد ذلك فكان موجهاً لهم ومن هذه الطرق المعرفة بمذاهب الفقهاء، فكتابه ” السنن ” يدل على ذلك الطريق، وبلغني أنه درس الفقه الشافعي على يد الإمام أبي سعيد الإصطخري ، وقيل : على يد غيره، ومنها المعرفة بالشعر والأدب، فقد حدثني حمزة بن محمد بن طاهر : أن الدارقطني كان يحفظ ديوان السيد الحميري في الشعر، لذا فقد نسبوه للتشيع لذاك السبب “
  • وقال عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس : ” لقد كنا نمر يوماً إلى البغوي، وكان الدارقطني مازال صبياً يمشي خلفنا وكان بيده رغيف عليه كامخ “

إنجازاته في خدمة الإسلام

كانت للدارقطني العديد من الإنجازات العظيمة في خدمة دين الإسلام والمسلمين كافة، فبداية من روايته للحديث النبوية الشريف فقد عمل علي إحياؤه وعلاء كلمته وكان يروي صحيح الأحاديث، كما كان الدارقطني من الأئمة الذي كان لهم الكثير من حلقات العلم بالمساجد فكان يحيطه الطلاب ليأخذوا عنه العلم وبذلك فقد أسس جيلاً من المحدثين وعلماء الدين الذين أكملوا مسيرته العلمية العظيمه، كما كان الدارقطني من أصحاب المصنفات فقدم أعظم إنجازاً له وهو مجموعة مصنفاته في الحديث والفقه وغيرهم من العلوم الدينية فكان فائدة عظيمة للمجتهدين في دراسة الحديث النبوي الشريف وللمسلمين جميعاً وكانت تلك أبرز إنجازاته في خدمة الدين الإسلامي.

مؤلفات ابو الحسن الدارقطني

  • علل الحديث
  • المجتني من السُنن المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وسلَّم، والتَّنْبيه على الصحيحِ منها والسَّقيم، واختلاف النَّاقلين لها في ألفاظها
  • المؤتلف والمختلف للدارقطني
  • الإلزامات
  • الأحاديث التي خولف فيها إمام دار الهجرة مالك بن أنس
  • التتبع
  • كتاب الصفات وكتاب الرؤية
  • أحاديث موطأ مالك، واتفاق الرواة عن مالك، واختلافهم فيه، وزيادتهم ونقصانهم

بعض شيوخه

  • يحيى بن محمد بن صاعد
  • أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي
  • علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي
  • محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي
  • أبي علي محمد بن سليمان المالكي
  • أبي بكر بن أبي داود

قد يهمك أيضا: ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أحد فقهاء المدينة

بعض تلاميذه

  • الحافظ عبد الغني
  • أبو نصر بن الجندي
  • تمام بن محمد الرازي
  • الفقيه أبو حامد الإسفراييني
  • الحافظ أبو عبد الله الحاكم
  • أحمد بن الحسن الطيان

قد يهمك أيضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

وفاته

توفي الدارقطني في ذو القعدة عام 385 في بغداد بالعراق ودفن فيها في مقبرة باب الدير وهى قريبة من مرقد الشيخ معروف الكرخي وقد مات في حياة الشيخ أبو حامد الإسفراييني وصلي عليه، مات الدارقطني وترك إرثاً ثميناً من العلم والمؤلفات الثمينة كما ترك الكثير من مروياته من الأحاديث النبوية الشريفة والتي لا تزال منطوقة إلي يومنا هذا، فرحمه الله رحمة واسعة.

قد يهمك أيضا: عروة بن الزبير (علمه – مواقف من حياته – انجازاته – وفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

سير أعلام النبلاء للذهبي

الموسوعة العربية

تاريخ بغداد

اترك تعليقاً